بحـث
المواضيع الأخيرة
أعذب الكلام في صفات خلق سيد الأنام صلى الله عليه واله وسلم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أعذب الكلام في صفات خلق سيد الأنام صلى الله عليه واله وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الناصر الهادي إلى صراط الله المستقيم,
وعلى آله حق قدره مقداره العظيم...
أما بعد.. خلق الله الخلق متفاوتين في حقائقهم وفي ذواتهم؛
فمنهم الغاية في جودة الجوهر, ومنهم المتوسط ومنهم الكدِر, وفي كل مرتبة درجات, فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم الغاية؛
خُلِقت أبدانهم سليمةً من العيب فصلحت لحلول النفس الكاملة..
ثمّ يتفاوتون, فكان نبينا صلى الله عليه وسلم أصلح الأنبياء مزاجاً وأكملهم بدناً وأصفاهم روحاً, ولذلك كان من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم الإيمانُ بأنّ الله تعالى جعل خَلْق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا بعده خَلْق آدمي مثله,
فيكون ما يُشاهَد من خَلْق بدنه آيات على ما يتضح من عظيم خُلُق نفسه الكريمة, وما يتضح من أخلاق نفسه الكريمة آيات على ما تحقق له من سرّ قلبه المقدّس صلى الله عليه وسلم.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لم أرَ شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت أم معبد رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب.
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ إضحيان وعليه حُلّة حمراء فجعلت أنظر إليه والقمر فلهو في أحسن في عيني من القمر.
وقال البراء رضي الله عنه: ما رأيت من ذي لِمّة سوداء في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت امرأة حجّت معه تصفه: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ رضي الله عنها: لو رأيته لقلت الشمس طالعة.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئا قط أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنّ الشمس تجري وفي لفظ: تخرج من وجهه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس؛ ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه ضوء السراج.
لمَ لا يضيئ بك الوجود وليله فيه صباح من جمالك مسفر
فبشمس حسنك كل يوم مشرق وببدر وجهك كل ليل مقمر
قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم في يوسف عليه السلام: "أُعطِي شطر الحسن" يتبادر إلى أفهام بعض الناس أنّ الناس يشتركون في الشطر الآخر, وليس كذلك؛ بل المراد أنه – أي يوسف عليه السلام – أُعطِي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه بلغ النهاية ويوسف بلغ شطرها, ويدل له حديث أنس رضي الله عنه قال: ما بعث الله نبيا إلا حَسَن الوجه حَسَن الصوت؛ وكان نبيكم أحسنهم وجهاً وصوتاً.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: لم يظهر لنا تمام حسنه صلى الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته.
فهو الذي تمّ معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
وعلى تفنّن واصفيه بمدحه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون أبيض كأنّما صِيغ من فضة مشرباً بحمرة ظاهر الوضاءة أنور المتجرَّد.
أهديت له شملة سوداء فلبسها وقال: كيف ترينها عليّ يا عائشة؟ قالت: ما أحسنها عليك يا رسول الله يشوب سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها.
كان صلى الله عليه وسلم عظيم الرأس رجل الشعر وفرة ولِمّة وجُمّة, وكان صلى الله عليه وسلم شديد سواد الرأس واللحية.
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه؛ فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رُزِقت النصر.
وكانت أم سلمة رضي الله عنها إذا أصاب الناس عينٌ أو شيء بُعِث إليها بقدح من ماء فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم, أي فجعلت الماء فيه ثم ردته إلى من به عين أو شيء.
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين دقيق الحاجبين سوابغ في غير قرن بينهما عِرْقٌ يُدِرّه الغضب.
إذا طلع جبينه من بين الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ؛ وكانوا يقولون: هو صلى الله عليه وسلم.
متى يبد في الليل البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظاماً لحق أو نكالاً لملحد
كان صلى الله عليه وسلم شديد سواد حدقة العين في شدة بياض ما حولها بياضاً مشرباً بحمرة؛ واسع العينين طويل شق العين؛ أكحل العينين؛ أهداب الأشفار – أي طويل الرمش –
يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء.
يقول لأصحابه: إني لأنظر إلى ما وراء ظهري كما أنظر إلى أمامي.
كما كان يرى في الثريا أحد عشر نجما.
وكان صلى الله عليه وسلم تامّ الأذنين؛ يسمع ما لا يسمع الحاضرون.
يقول: إني لأرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون.
وكان صلى الله عليه وسلم أقنى العرنين دقيق الأنف له نور يعلوه, أسيل الخدين أبيضهما.
وكان صلى الله عليه وسلم أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.
وكان صلى الله عليه وسلم حسن الثغر ضليع الفم – أي واسع الفم – مُفَلّج الأسنان برّاق الثنايا يَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغمام.
قال أنس رضي الله عنه: شممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم, أُتِي بدلوٍ من ماء فشرب من الدلو ثم صبّ في البئر ففاح منها مثل رائحة المسك.
وقال أنس رضي الله عنه: بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر بدارنا فلم يكن بالمدينة بئر أعذب منها.
وقالت عميرة بنت مسعود رضي الله عنها: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخواتي وهنّ خمسٌ فوجدناه يأكل قديداً؛ فمضغ لهنّ قديدةً ثمّ ناولني القديدة فقسمتها بينهنّ فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله وما وُجِد لأفواههنّ خلوف.
جنى النحل في فيه وفيه حياتنا ولكنه من لي بلثم لثامه
وكان صلى الله عليه وسلم كثّ اللحية كثير شعرها, وكان شيبه في عنفقته؛ وفي الصدغين والرأس نُبَذ؛ ولم يكن في رأسه ولحيته إلا سبع عشرة أو ثمان عشرة شعرة بيضاء.
كان صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر, وكان في وجهه تدوير, إذا سُرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت أخيط الثوب فسقطت الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع وجهه.
كالبدرِ؛ والكافُ إن أنصفتَ زائدة فلا تظنّنها كاف تشبيه
يقولون يحكي البدر في الحسن وجهه وبدر الدجى عن ذلك الحسن ينحط
كما شبّهوا غصن النقا بقوامه لقد بالغوا بالمدح للغصن واشتطوا
وكان صلى الله عليه وسلم طويل العنق؛ كأنّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضة.
قالوا عنه: كان أحسن الناس عنقاً؛ ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة مشربٌ ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب, وما غيبت الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر.
وكان صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة.
قال مُحَرِّش الكعبي رضي الله عنه: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة.
خاتم النبوة: اختلف في حجمه ومكانه ولونه: فقيل في حجمه وشكله: أنه مثل رزّ الحجلة؛ وقيل: كالجمع عليه خيلان كأمثال الثآليل؛ وقيل: كبيضة الحمامة؛ وقيل: بل هو شعر مجتمع؛ وقيل: كالسِعلة وهي الغدة؛ وقيل: بضعة ناشزة – أي لحم ناتئ – وقيل: كنور يتلألأ.
وأما موضعه ومكانه: فقيل: عند نغض كتفه الأيسر؛ وقيل: بين كتفيه.
وأما لونه: فقيل: أحمر؛ وقيل: أخضر؛ وقيل: يضرب إلى الدهمة.
وكان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر سواء البطن والصدر دقيق المسرُبة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط كأنه قضيب مسك أذفر؛ عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك؛ أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر.
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الخاصرة.
كان صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين والقدمين والعضدين والذراعين؛ طويل الزندين والأصابع كأنّ أصابعه قضبان الفضة.
قال أنس رضي الله عنه: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال غيره: ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك.
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين دون سائر البشر.
قال أحد أصحابه: ضمّني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسال عليّ من عرق إبطيه مثل ريح المسك.
وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الساقين أبيضهما؛ أبيض الفخذ ضخم القدمين؛ أحسن البشر قدما؛ سبابة قدمه أطول من سائر أصابعه؛ وكان قليل لحم العقب.
يا ربِّ بالقدم التي أوطأتها من قاب قوسين المحل الأعظما
وبحرمة القدم التي جعلت لها كتف البرية في الرسالة سلما
ثبِّت على متن الصراط تكرما قدمي وكن لي منقذاً ومسلما
واجعلهما, ذخري ومن كانا له أمِنَ العذاب ولا يخاف جهنما
وكان صلى الله عليه وسلم ضخم الكراديس وهي رؤوس العظام كالركبتين والمرفقين والمنكبين.
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير بل كان ربعة إلى الطول أقرب.
قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس قواماً, وأحسن الناس وجهاً, وأحسن الناس لوناً, وأطيب الناس ريحاً, وألين الناس كفّاً, وما مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أحد إلا طاله, وكان يُنسَب إلى الربعة إذا مشى وحده, ولم يكن يماشيه أحد من الناس يُنسَب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فارقاه نُسِب إلى الربعة, وإذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين.
وكان صلى الله عليه وسلم رقيق البشرة, كثير العرق؛ كأنّ ريحَ عرقه ريحُ المسك.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب ريحاً من المسك الأذفر.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني زوجت ابنتي وأحب أن تعينني بشيء, فقال: ما عندي شيء ولكن ائتني بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة؛ فأتاه بهما فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسلت فيها من عرقه حتى امتلأت القارورة فقال: خذها وأْمرْ ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة وتطّيّب به, فكانت إذا تطيبت به يشم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت قاعدة أغزل والنبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله فجعل يعرق وجعل عرقه يتولّد نورا فبُهِتُّ! فقال: ما لك بُهِتِّ؟ قلت: جعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولّد نوراً ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلِم أنك أحق بشعره حيث يقول:
وإذا نظرتَ إلى أسِرّة وجهه برقت بروق العارض المتهلِّلِ
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مرّ في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب؛ فيقال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجلُ وراءه فلا يدركه, وكانت تُطوَى له الأرض, ولم يُرَ له ظلٌّ في شمس ولا قمر لأنه كان نوراً صلى الله عليه وسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم حسن الصوت حسن النغمة يبلغ صوته حيث لا يبلغ صوت غيره.
خطب فأسمع العواتق في الخدور.
وجلس يوماً على المنبر فقال للناس: اجلسوا, فسمعه عبدالله بن رواحة وهو في بني غنم فجلس مكانه.
وكان صلى الله عليه وسلم في صوته صحل وهو شبه البُحّة وغلظ الصوت.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
__________________
اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الناصر الهادي إلى صراط الله المستقيم,
وعلى آله حق قدره مقداره العظيم...
أما بعد.. خلق الله الخلق متفاوتين في حقائقهم وفي ذواتهم؛
فمنهم الغاية في جودة الجوهر, ومنهم المتوسط ومنهم الكدِر, وفي كل مرتبة درجات, فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم الغاية؛
خُلِقت أبدانهم سليمةً من العيب فصلحت لحلول النفس الكاملة..
ثمّ يتفاوتون, فكان نبينا صلى الله عليه وسلم أصلح الأنبياء مزاجاً وأكملهم بدناً وأصفاهم روحاً, ولذلك كان من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم الإيمانُ بأنّ الله تعالى جعل خَلْق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا بعده خَلْق آدمي مثله,
فيكون ما يُشاهَد من خَلْق بدنه آيات على ما يتضح من عظيم خُلُق نفسه الكريمة, وما يتضح من أخلاق نفسه الكريمة آيات على ما تحقق له من سرّ قلبه المقدّس صلى الله عليه وسلم.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لم أرَ شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت أم معبد رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب.
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ إضحيان وعليه حُلّة حمراء فجعلت أنظر إليه والقمر فلهو في أحسن في عيني من القمر.
وقال البراء رضي الله عنه: ما رأيت من ذي لِمّة سوداء في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت امرأة حجّت معه تصفه: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ رضي الله عنها: لو رأيته لقلت الشمس طالعة.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئا قط أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنّ الشمس تجري وفي لفظ: تخرج من وجهه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس؛ ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه ضوء السراج.
لمَ لا يضيئ بك الوجود وليله فيه صباح من جمالك مسفر
فبشمس حسنك كل يوم مشرق وببدر وجهك كل ليل مقمر
قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم في يوسف عليه السلام: "أُعطِي شطر الحسن" يتبادر إلى أفهام بعض الناس أنّ الناس يشتركون في الشطر الآخر, وليس كذلك؛ بل المراد أنه – أي يوسف عليه السلام – أُعطِي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه بلغ النهاية ويوسف بلغ شطرها, ويدل له حديث أنس رضي الله عنه قال: ما بعث الله نبيا إلا حَسَن الوجه حَسَن الصوت؛ وكان نبيكم أحسنهم وجهاً وصوتاً.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: لم يظهر لنا تمام حسنه صلى الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته.
فهو الذي تمّ معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
وعلى تفنّن واصفيه بمدحه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون أبيض كأنّما صِيغ من فضة مشرباً بحمرة ظاهر الوضاءة أنور المتجرَّد.
أهديت له شملة سوداء فلبسها وقال: كيف ترينها عليّ يا عائشة؟ قالت: ما أحسنها عليك يا رسول الله يشوب سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها.
كان صلى الله عليه وسلم عظيم الرأس رجل الشعر وفرة ولِمّة وجُمّة, وكان صلى الله عليه وسلم شديد سواد الرأس واللحية.
قال خالد بن الوليد رضي الله عنه: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه؛ فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رُزِقت النصر.
وكانت أم سلمة رضي الله عنها إذا أصاب الناس عينٌ أو شيء بُعِث إليها بقدح من ماء فجاءت بجلجل من فضة فيه شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم, أي فجعلت الماء فيه ثم ردته إلى من به عين أو شيء.
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين دقيق الحاجبين سوابغ في غير قرن بينهما عِرْقٌ يُدِرّه الغضب.
إذا طلع جبينه من بين الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ؛ وكانوا يقولون: هو صلى الله عليه وسلم.
متى يبد في الليل البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظاماً لحق أو نكالاً لملحد
كان صلى الله عليه وسلم شديد سواد حدقة العين في شدة بياض ما حولها بياضاً مشرباً بحمرة؛ واسع العينين طويل شق العين؛ أكحل العينين؛ أهداب الأشفار – أي طويل الرمش –
يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء.
يقول لأصحابه: إني لأنظر إلى ما وراء ظهري كما أنظر إلى أمامي.
كما كان يرى في الثريا أحد عشر نجما.
وكان صلى الله عليه وسلم تامّ الأذنين؛ يسمع ما لا يسمع الحاضرون.
يقول: إني لأرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون.
وكان صلى الله عليه وسلم أقنى العرنين دقيق الأنف له نور يعلوه, أسيل الخدين أبيضهما.
وكان صلى الله عليه وسلم أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.
وكان صلى الله عليه وسلم حسن الثغر ضليع الفم – أي واسع الفم – مُفَلّج الأسنان برّاق الثنايا يَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغمام.
قال أنس رضي الله عنه: شممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم, أُتِي بدلوٍ من ماء فشرب من الدلو ثم صبّ في البئر ففاح منها مثل رائحة المسك.
وقال أنس رضي الله عنه: بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر بدارنا فلم يكن بالمدينة بئر أعذب منها.
وقالت عميرة بنت مسعود رضي الله عنها: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخواتي وهنّ خمسٌ فوجدناه يأكل قديداً؛ فمضغ لهنّ قديدةً ثمّ ناولني القديدة فقسمتها بينهنّ فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله وما وُجِد لأفواههنّ خلوف.
جنى النحل في فيه وفيه حياتنا ولكنه من لي بلثم لثامه
وكان صلى الله عليه وسلم كثّ اللحية كثير شعرها, وكان شيبه في عنفقته؛ وفي الصدغين والرأس نُبَذ؛ ولم يكن في رأسه ولحيته إلا سبع عشرة أو ثمان عشرة شعرة بيضاء.
كان صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر, وكان في وجهه تدوير, إذا سُرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت أخيط الثوب فسقطت الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع وجهه.
كالبدرِ؛ والكافُ إن أنصفتَ زائدة فلا تظنّنها كاف تشبيه
يقولون يحكي البدر في الحسن وجهه وبدر الدجى عن ذلك الحسن ينحط
كما شبّهوا غصن النقا بقوامه لقد بالغوا بالمدح للغصن واشتطوا
وكان صلى الله عليه وسلم طويل العنق؛ كأنّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضة.
قالوا عنه: كان أحسن الناس عنقاً؛ ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة مشربٌ ذهبا يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب, وما غيبت الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر.
وكان صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة.
قال مُحَرِّش الكعبي رضي الله عنه: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة.
خاتم النبوة: اختلف في حجمه ومكانه ولونه: فقيل في حجمه وشكله: أنه مثل رزّ الحجلة؛ وقيل: كالجمع عليه خيلان كأمثال الثآليل؛ وقيل: كبيضة الحمامة؛ وقيل: بل هو شعر مجتمع؛ وقيل: كالسِعلة وهي الغدة؛ وقيل: بضعة ناشزة – أي لحم ناتئ – وقيل: كنور يتلألأ.
وأما موضعه ومكانه: فقيل: عند نغض كتفه الأيسر؛ وقيل: بين كتفيه.
وأما لونه: فقيل: أحمر؛ وقيل: أخضر؛ وقيل: يضرب إلى الدهمة.
وكان صلى الله عليه وسلم عريض الصدر سواء البطن والصدر دقيق المسرُبة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط كأنه قضيب مسك أذفر؛ عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك؛ أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر.
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الخاصرة.
كان صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين والقدمين والعضدين والذراعين؛ طويل الزندين والأصابع كأنّ أصابعه قضبان الفضة.
قال أنس رضي الله عنه: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال غيره: ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك.
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الإبطين دون سائر البشر.
قال أحد أصحابه: ضمّني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسال عليّ من عرق إبطيه مثل ريح المسك.
وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الساقين أبيضهما؛ أبيض الفخذ ضخم القدمين؛ أحسن البشر قدما؛ سبابة قدمه أطول من سائر أصابعه؛ وكان قليل لحم العقب.
يا ربِّ بالقدم التي أوطأتها من قاب قوسين المحل الأعظما
وبحرمة القدم التي جعلت لها كتف البرية في الرسالة سلما
ثبِّت على متن الصراط تكرما قدمي وكن لي منقذاً ومسلما
واجعلهما, ذخري ومن كانا له أمِنَ العذاب ولا يخاف جهنما
وكان صلى الله عليه وسلم ضخم الكراديس وهي رؤوس العظام كالركبتين والمرفقين والمنكبين.
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير بل كان ربعة إلى الطول أقرب.
قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس قواماً, وأحسن الناس وجهاً, وأحسن الناس لوناً, وأطيب الناس ريحاً, وألين الناس كفّاً, وما مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أحد إلا طاله, وكان يُنسَب إلى الربعة إذا مشى وحده, ولم يكن يماشيه أحد من الناس يُنسَب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فارقاه نُسِب إلى الربعة, وإذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين.
وكان صلى الله عليه وسلم رقيق البشرة, كثير العرق؛ كأنّ ريحَ عرقه ريحُ المسك.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب ريحاً من المسك الأذفر.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني زوجت ابنتي وأحب أن تعينني بشيء, فقال: ما عندي شيء ولكن ائتني بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة؛ فأتاه بهما فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسلت فيها من عرقه حتى امتلأت القارورة فقال: خذها وأْمرْ ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة وتطّيّب به, فكانت إذا تطيبت به يشم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب.
قالت عائشة رضي الله عنها: كنت قاعدة أغزل والنبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله فجعل يعرق وجعل عرقه يتولّد نورا فبُهِتُّ! فقال: ما لك بُهِتِّ؟ قلت: جعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولّد نوراً ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلِم أنك أحق بشعره حيث يقول:
وإذا نظرتَ إلى أسِرّة وجهه برقت بروق العارض المتهلِّلِ
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مرّ في طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب؛ فيقال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجلُ وراءه فلا يدركه, وكانت تُطوَى له الأرض, ولم يُرَ له ظلٌّ في شمس ولا قمر لأنه كان نوراً صلى الله عليه وسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم حسن الصوت حسن النغمة يبلغ صوته حيث لا يبلغ صوت غيره.
خطب فأسمع العواتق في الخدور.
وجلس يوماً على المنبر فقال للناس: اجلسوا, فسمعه عبدالله بن رواحة وهو في بني غنم فجلس مكانه.
وكان صلى الله عليه وسلم في صوته صحل وهو شبه البُحّة وغلظ الصوت.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
__________________
اللهم صلي على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
رد: أعذب الكلام في صفات خلق سيد الأنام صلى الله عليه واله وسلم
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد في الاولين وصلى وسلم على سيدنا محمد في الاخرين وصلي وسلم على سيدنا محمد في الملا الاعلى الى يوم الدين
جزاك الله خير اخي ابن اليمن
جزاك الله خير اخي ابن اليمن
البدر اليماني- الابراج : عدد المساهمات : 436
العمر : 42
الشعبية : 0
نقاط : 17102
رد: أعذب الكلام في صفات خلق سيد الأنام صلى الله عليه واله وسلم
الله يعطيك العافية
اخي البدر اليماني
على مرورك صفحتي هذي المتواضعها
التي تعطرت بمرورك الكريم وأخذت نورقها
الخاااااص
مواضيع مماثلة
» اطل علينا ذكرى المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
» محمد صلى الله عليه وسلم
» نسب خير البريه محمد صلى الله عليه وسلم
» أخلاقه ( صلى الله عليه وسلم ) مع الجن
» احاديث من سنه النبي (صلى الله عليه وسلم)
» محمد صلى الله عليه وسلم
» نسب خير البريه محمد صلى الله عليه وسلم
» أخلاقه ( صلى الله عليه وسلم ) مع الجن
» احاديث من سنه النبي (صلى الله عليه وسلم)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
22/4/2014, 5:55 am من طرف wsemabohaidr
» بريطانيا: الانتخابات الرئاسية المزمعة في سورية مخالفة للمعايير الدولية
22/4/2014, 5:54 am من طرف wsemabohaidr
» بان كي مون يعتبر إجراء انتخابات الرئاسة في سورية معرقلة للحل السياسي
22/4/2014, 5:53 am من طرف wsemabohaidr
» اهلا بكم منورين
22/4/2014, 5:49 am من طرف wsemabohaidr
» السلام عليكم
7/11/2012, 2:17 am من طرف سليمان غنطاوي
» دونات الشوكولاته
13/5/2012, 7:45 am من طرف زاد الخير
» ااااشتقتلكم
13/5/2012, 7:43 am من طرف زاد الخير
» بث مباشر لنهائى دورى أبطال أوروبا
8/5/2012, 12:39 am من طرف bossy2011
» افضل موقع لكورسات البرمجة
5/10/2011, 7:15 am من طرف bossy2011