أراكِ -للشاعر رامي ياسين

من طرف **sami_yassein** 28/2/2010, 12:48 pm

لونٌ خمريّ حزين

يخبرني كلّ قليلْ..

ألم تتعب؟

التزامك بالمبادرة

خوضك في التفاصيل

ثورة

وانغماساً ليدكَ في المؤامرة

تَعِبَ التّعب

والنسقُ الكلّي

خوفاً في خوفٍ

وهروباً من السببْ..

أرِحْ رأسكَ

كلّ مثلما جاء ذهبْ..

........

ألم تتعبْ؟

أراكِ..

فيُزْهِرُ قطن الشهوة في يدي

وتتدحرج حباتٌ من الرمّان الخمريّ على شفتي

أعضّها..

فتأبى خلاياي إلّاك

وأحترم الصمت اذ دعاني

ودعاكِ..

وأراكِ

أراك الان، وأتمنى الان لقياكِ

في الزمن الموحش

حيث الثواني باردة

يتقيّأ كل كائن حولي أقنعته

يتشوّه كالقناعْ..

يهربُ حيث لا يدري الى أين

والوقت شعاعْ..

أصفن في غربتي

ولا شيء غير البكاء

يتسلّل إليّ قليلا من اليأس

من هذا الضياعْ..

أشعر بالتعب المريرِ

بالانكسار

بالارتباكِ..

أراكِ..

شعلتي وملاذي الأخير

فيبكي عطر الليمون على جبهتي

ويناشدني أن ارحل بعيدا

مثلما رحلوا

واخفض جناح الذل من الهيبة

وقل الـ"نعم"

- بل سأبقى

بعد المصافحة والقبل الملونة

أنت الرحيل

وعطر لليمون فكرة عفنة

أنت الذليل

واغتراب لأصفر لوّن رؤاكِ

أراكِ

فأمسك بندقيتي

وأكتب بها

"لن أحاول العودة

بل سأعود"

هكذا علمني الطينُ

وعيناكِ..

أراكِ..

فيشدّني البكاء لرائحة البهجة

تغمرني..

هذي الاطلالة الملأى بالسؤالْ..

تبكيني دهشةً

وتغمرني..

ابتسامة شمس كالجنون المحالْ..

وتغمرني لوعة البكاء

أنا أبكي الشوق الذي يبكيني

والفرح الذي يسكنني حزناً

والشفاه الباهتات

أبكي سكناكِ..

أراكِ..

فأصيح:

نحن الكنعانيّون الاحفاد

نكرّر:

لنا أورشليم

وبوابات مجدّو وجازر..

لنا حبرونْ..

نحن الأوّل والآخِر..

من بداية قرن الى نهاية القرونْ..

نحن في اورشليم

قبل تل العمارنة

وبعد انولاد المسيح

وتاريخ الميلاد..

ويتقن الصياح كل من

رآكِ..

أراكِ..

ذاكرتي تضيء الصباح

حين تستنفر الحروف

وتسقي بماء الورد النقط

حين أوقن أني مؤمن رغم آلاف اللدغات من ذات الجحر

وحين أعرف وجعي وجوعي

أعرف شهوتي..

ومن العشق الخمريّ أسمّي رجوعي

عودتي..

وحين يكون الحين حيناً

أعرف يقيناً

أني فداكِ..

أراكِ..

لغتي،خمرتي

وعودتي،ثورتي

وأراكِ

أراكِ الان، واتمنى الان لقياكِ